مَزَجْتَ دَمْعاً جَرَى مِنْ
مُقْلَةٍ بِدَمِ
|
أمِنْ تَذَكُّرِ جِيران بِذِي
سَلَمٍ
|
وأوْمَضَ البَرْقُ فِي الظلْماءِ
مِنْ إضَمِ
|
أمْ هَبَّتْ الريحُ مِنْ تِلْقاءِ
كاظِمَةٍ
|
وَما لِقَلْبِكَ إنْ قُلْتَ
اسْتَفِقْ يَهِمِ
|
فما لِعَيْنَيْكَ إنْ قُلْتَ
اكْفُفاهَمَتا
|
ما بَيْنَ مُنْسَجِمٍ منهُ
ومُضْطَرِمِ
|
أَيَحْسَبُ الصَّبُّ أنَّ الحُبَّ
مُنْكتِمٌ
|
ولا أَرِقْتَ لِذِكِرِ البَانِ
والعَلَمِ
|
لولاَ الهَوَى لَمْ تُرِقْ دَمْعَاً
عَلَى طَلَلٍ
|
بهِ عليكَ عدولُ الدَّمْعِ
وَالسَّقَمِ
|
فكيفَ تُنْكِرُ حُبّاً بعدَ ما
شَهِدَتْ
|
مِثْلَ البَهارِ عَلَى خَدَّيْكَ
وَالعَنَمِ
|
وَأَثْبَتَ الوجِدُ خَطَّيْ
عَبْرَةِ وضَنىً
|
والحُبُّ يَعْتَرِضُ اللَّذاتِ
بالألَمِ
|
نَعَمْ سَرَى طَيفُ مَنْ أهوَى
فَأَرَّقَنِي
|
مِنِّي إليكَ ولو أَنْصَفْتَ لَمْ
تَلُمِ
|
يا لائِمِي في الهَوَى العُذْرِيِّ
مَعْذِرَةً
|
عَنِ الوُشاةِ وَلا دائي
بِمُنْحَسِمِ
|
عَدَتْكَ حالِي لا سِرِّي
بِمُسْتَتِرٍ
|
إنَّ المُحِبِّ عَنْ العُذَّالِ في
صَمَمِ
|
مَحَّضْتَنِي النُّصْحَ لكِنْ
لَسْتُ أَسْمَعُهُ
|
والشِّيْبُ أَبْعَدُ في نُصِحٍ عَنْ
التُّهَمِ
|
إنِّي اتهَمْتُ نَصِيحَ الشَّيْبِ
في عَذَلٍ
|
مِنْ جَهْلِهَا بنذيرِ الشِّيْبِ
وَالهَرَمِ
|
فإنَّ أمَّارَتِي بالسُّوءِ ما
اتَّعَظَتْ
|
ضَيفٍ ألمَّ بِرَأْسِي غيرَ
مُحْتَشِمِ
|
ولا أَعَدَّتْ مِنَ الفِعْلِ
الجَمِيلِ قِرَى
|
كما يُرَدُّ جِماحُ الخَيْلِ
باللُّجُمِ
|
مَنْ لِي بِرَدِّ جِماحٍ مِنْ
غَوايَتِها
|
إنَّ الطعامَ يُقَوِّي شَهْوَةَ
النَّهِمِ
|
فلا تَرُمْ بالمعاصِي كَسْرَ
شَهْوَتِها
|
حُبِّ الرِّضاعِ وإنْ تَفْطِمْهُ
يَنْفَطِمِ
|
والنَّفْسُ كالطِّفْلُ إنْ
تُهْمِلُهُ شَبَّ عَلَى
|
إنَّ الهَوَى ما تَوَلَّى يُصْمِ
أَوْ يَصِمِ
|
فاصْرِفْ هَواها وَحاذِرْ أنْ
تُوَلِّيَهُ
|
وإنْ هِيَ اسْتَحَلَتِ المَرعَى فلا
تُسِمِ
|
وَراعِها وهِيَ في الأعمالِ
سائِمَةٌ
|
مِنْ حَيْثُ لَمْ يّدْرِ أنَّ
السُّمَّ في الدَّسَمِ
|
كَمْ حَسَّنَتْ لَذَّةًً لِلْمَرْءِ
قاتِلَةً
|
قَرَبَّ مَخْمَصَةٍ شَرٌّ مِنَ
التُّخَمِ
|
وَاخْشَ الدَّسائِسَ مِنْ جُوعٍ
وَمِنْ شَبَعٍ
|
مِنَ المَحارِمِ وَالْزَمْ حِمْيَةَ
النَّدَمِ
|
واسْتَفْرِغِ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنٍ
قد امْتَلأَتْ
|
وإنْ هُمَا مَحَّضَاكَ النُّصْحَ
فاتَّهِمِ
|
وخالِفِ النُّفْسَ والشَّيْطَانَ
واعْصِهِمِا
|
فأَنْتَ تَعْرِفُ كَيْدَ الخَصْمِ
والحَكَمِ
|
وَلا تُطِعْ منهما خَصْماً وَلا
حَكَماً
|
لقد نَسَبْتُ به نَسْلاً لِذِي
عُقُمِ
|
أسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ قَوْلٍ
بِلاَ عَمَلٍ
|
وما اسْتَقَمْتُ فما قَوْلِي لَكَ
اسْتَقِمِ
|
أمَرْتُكَ الخَيْرَ لكنْ ما
ائْتَمَرْتُ به
|
ولَمْ أُصَلِّ سِوَى فَرْضٍ ولَمْ
أَصُمِ
|
ولا تَزَوَّدْتُ قبلَ المَوْتِ
نافِلةً
|
أنِ اشْتَكَت قَدَماهُ الضُّرَّ
مِنْ وَرَمِ
|
ظَلَمْتُ سُنَّةَ مَنْ أَحْيا
الظَّلامَ إلَى
|
تَحْتَ الحِجَارَةِ كَشْحَاً
مُتْرَفَ الأَدَمِ
|
وشدَّ مِنْ سَغَبٍ أحشاءهُ وَطَوَى
|
عَنْ نَفْسِهِ فأراها أيُّما شَمَمِ
|
وَرَاوَدَتْهُ الجِالُ الشُّمُّ
مِنْ ذَهبٍ
|
إنَّ الضَّرُورَة لا تَعْدُو على
العِصَمِ
|
وَأَكَّدَتْ زُهْدَهُ فيها
ضرُورَتُهُ
|
لولاهُ لَمْ تُخْرِجِ الدُّنيا مِنَ
العَدَمِ
|
وَكَيْفَ تَدْعُو إلَى الدُّنيا
ضَرُورُةُ مَنْ
|
والفَرِيقَيْنِ مِنْ عُرْبٍ ومِنْ
عَجَمِ
|
مُحَمَّدُ سَيِّدَ الكَوْنَيْنِ
والثَّقَلَيْنِ
|
أبَّرَّ فِي قَوْلِ لا مِنْهُ وَلا
نَعَمِ
|
نَبِيُّنَا الآمِرُ النَّاهِي فلاَ
أَحَدٌ
|
لِكلِّ هَوْلٍ مِنَ الأهوالِ
مُقْتَحَمِ
|
هُوَ الحَبيبُ الذي تُرْجَى
شَفَاعَتُهُ
|
مُسْتَمْسِكُونَ بِحَبْلٍ غيرِ
مُنْفَصِمِ
|
دَعا إلى اللهِ فالمُسْتَمْسِكُونَ
بِهِ
|
وَلَمْ يُدانُوهُ في عِلْمٍ وَلا
كَرَمِ
|
فاقَ النَّبِيِّينَ في خَلْقٍ وفي
خُلُقٍ
|
غَرْفاً مِنَ الْبَحْرِ أَوْ
رَشْفاً مِنَ الدِّيَمِ
|
وَكلُّهُمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ
مُلْتَمِسٌ
|
مِنْ نُقْطَة العِلْمِ أَوْ مِنْ
شَكْلَةِ الحِكَمِ
|
ووَاقِفُونَ لَدَيْهِ عندَ
حَدِّهِمِ
|
ثمَّ اصْطَفَاهُ حَبيباً بارِىءُ
النَّسَمِ
|
فهْوَ الذي تَمَّ معناهُ وصُورَتُه
|
فَجَوْهَرُ الحُسْنِ فيه غيرُ
مُنْقَسِمِ
|
مُنَزَّهٌ عَنْ شَرِيكٍ في
محاسِنِهِ
|
وَاحْكُمْ بما شْئْتَ مَدْحاً فيهِ
واحْتَكِمِ
|
دَعْ ما ادَّعَتْهُ النَّصارَى في
نَبيِّهِمِ
|
وَانْسُبْ إلى قَدْرِهِ ما شِئْتَ
منْ عِظَمِ
|
وانْسُبْ إلى ذانه ما شئْتَ مِنْ
شَرَفٍ
|
حَدُّ فيُعْرِبَ عنه ناطِقٌ بِفَمِ
|
فإنَّ فَضْلَ رسولِ الله ليسَ لهُ
|
أحْيا اسمُهُ حِينَ يُدْعَى دَارِسَ
الرِّمَمِ
|
لو ناسَبَتْ قَدْرَهُ آياتُهُ
عِظَماً
|
حِرْصاً علينا فلمْ ولَمْ نَهَمِ
|
لَمْ يَمْتَحِنَّا بما تعْمل
العُقولُ بِهِ
|
في القُرْبِ والبُعْدِ فيهِ غيرُ
مُنْفَحِمِ
|
أعْيا الوَرَى فَهْمُ معْناهُ فليس
يُرَى
|
صَغِيرةً وَتُكِلُّ الطَّرْفَ مِنْ
أُمَمِ
|
كالشِّمْسِ تَظْهَرُ لِلْعَيْنينِ
مِنْ بُعُدٍ
|
قَوْمٌ نِيَامٌ تَسَلَّوْا عنهُ
بالحُلُمِ
|
وَكيفَ يُدْرِكُ في الدُّنيا
حَقِيقَتَهُ
|
وأنهُ خَيرُ خَلْقِ اللهِ كلِّهِمِ
|
فمبْلَغُ العِلْمِ فيهِ أنهُ بَشَرٌ
|
فإنما اتَّصَلَتْ مِنْ نُورِهِ
بهِمِ
|
وَكلُّ آيٍ أتَى الرُّسْلُ الكِرامُ
بها
|
يُظْهِرْنَ أَنْوَارَها للناسِ في
الظُّلَمِ
|
فإنَّه شّمْسُ فَضْلٍ هُمْ
كَواكِبُها
|
بالحُسْنِ مُشْتَمِلٍ بِالبِشْرِ
مُتَّسِمِ
|
أكْرِمْ بِخَلْقِ نَبِيٍّ زَانَهُ
خُلُقٌ
|
والبَحْر في كَرَمٍ والدَّهْرِ في
هَمَمِ
|
كالزَّهْرِ في تَرَفٍ والبَدْرٍ في
شَرَفٍ
|
في عَسْكَرٍ حينَ تَلْقَاهُ وفي
حَشَمٍ
|
كأَنَّهُ وَهْوَ فَرْدٌ مِنْ جلالَتِهِ
|
مِنْ مَعْدَنَيْ مَنْطِقٍ منهُ
ومَبْتَسَمِ
|
كَأنَّما اللُّؤلُؤُ المَكْنُونُ في
صَدَفٍ
|
طُوبَى لِمُنْتَشِقٍ منهُ
وَمُلْتَثِمِ
|
لا طِيبَ يَعْدِلُ تُرْباً ضّمَّ
أَعظُمَهُ
|
يا طِيبَ مُبْتَدَإٍ منه
ومُخْتَتَمِ
|
أبانَ مَوْلِدُهُ عَنْ طِيبِ
عُنْصُرِِ
|
قد أُنْذِرُوا بِحُلولِ البُؤْسِ
والنَقَمِ
|
يَوْمٌ تَفَرَّسَ فيه الفُرْسُ
أنَّهمُ
|
كَشَمْلِ أَصْحَابِ كِسْرَى غَيْرَ
مُلْتَئِمِ
|
وباتَ إيوانُ كِسْرَى وَهْوَ
مُنْصَدِعٌ
|
عليهِ والنَّهْرُ ساهي العَيْنِ
مِنْ سَدَمِ
|
والنَّارُ خامِدَةُ الأنفاسِ مِنْ
أَسَفٍ
|
ورُدَّ وارِدُها بالغَيْظِ حينَ
ظَمِي
|
وساءَ ساوَةَ أنْ غاضَتْ
بُحَيْرَتُها
|
حُزْناً وَبالماءِ ما بالنَّارِ
مِنْ ضَرَمِ
|
كأنَّ بالنارِ ما بالماءِ مِنْ
بَلَلٍ
|
وَالحَقُّ يَظْهَرُ مِنْ مَعْنَى
ومِنْ كَلِمِ
|
والجِنُّ تَهْتِفُ وَالأَنْوارُ
ساطِعَةٌ
|
تُسْمَعْ وَبارِقَةُ الإِنْذَارِ
لَمْ تُشَمِ
|
عَمُوا وَصَمُّوا فإعْلانُ
البَشائِرِ لَمْ
|
بأنَّ دينَهُمُ المُعْوَجَّ لَمْ
يَقُمِ
|
مِنْ بَعْدِ ما أَخْبَرَ الأقْوامَ
كاهِنُهُمْ
|
مَنْقَضَّةِ وفْقَ ما في الأرْضِ
مِنْ صَنَمِ
|
وبَعْدَ ما عايَنُوا في الأُفْقِ
مِنْ شُهُبٍ
|
من الشياطِينِ يَقْفُو إثْرَ
مَنْهَزِمِ
|
حَتى غدا عَنْ طَرِيقِ الوَحْيِ
مُنْهَزِمٌ
|
أَوْ عَسْكَرٌ بالحَصَى مِنْ
رَاحَتَيْهِ رُمِي
|
كأنَّهُمْ هَرَباً أَبطالُ
أَبْرَهةٍ
|
نَبْذَ المُسَبِّحِ مِنْ أحشاءِ
مُلْتَقِمِ
|
نَبْذاً بهِهِ بَعْدَ تَسْبِيحِ
بِبَطْنِهِما
|
تَمْشِي إليهِ عَلَى ساقٍ بِلا
قَدَمِ
|
جاءتْ لِدَعْوَتِهِ الأشْجارُ
ساجِدَةً
|
فُرُوعُها مِنْ بَدِيعِ الخَطِّ في
اللَّقَمِ
|
كأنَّما سَطَرَتْ سَطْراً لِمَا
كَتَبَتْ
|
تَقِيهِ حَرَّ وطِيسٍ لِلْهَجِيرِ
حَمي
|
مِثْلَ الغَمَامَة أنَّى سَارَ
سائِرَةٌ
|
مِنْ قَلْبِهِ نِسْبَةٌ مَبْرُورُةَ
القَسَمِ
|
أقْسَمْتُ بالقَمَرِ المُنْشَقِّ
إنَّ لَهُ
|
وكلُّ طَرْفٍ مِنَ الكُّفَّارِ عنه
عَمِي
|
ومَا حَوَى الغارُ مِنْ خَيرٍ
وَمِنْ كَرَمٍ
|
وَهُمْ يقولونَ ما بالغارِ مِنْ
أَرِمِ
|
فالصِّدْقُ في الغارِ والصِّدِّيقُ
لَمْ يَرِمِا
|
خَيْرِ البَرِيِّةِ لَمْ تَنْسُجْ
ولمْ تَحُمِ
|
ظَنُّوا الحَمامِ وظَنُّوا
العَنْكَبُوتَ على
|
مِنَ الدُّرُوعِ وَعَنْ عالٍ مِنَ
الأُطُمِ
|
وِقاية اللهِ أغنَتْ عَنْ
مُضَاعَفَةٍ
|
إلاَّ اسْتَلَمتُ النَّدَى مِنْ
خَيْرِ مُسْتَلَمِ
|
ما سامَنِي الدَّهْرُ ضَيْماً
وَاسْتَجَرْتُ به
|
قَلْباً إذا نامتِ العَيْنانِ لَمْ
يَنَمِ
|
لا تُنْكِرِ الوَحْيَ مِنْ
رُؤْيَاهُ إنَّ لهُ
|
فليسَ يُنْكِرُ فيهِ حالٌ
مُحْتَلِمِ
|
وذاكَ حينَ بُلوغِ مِنْ نُبُوَّتِهِ
|
وَلا نَبِيٌّ عَلَى غَيْبٍ
بِمُتَّهَمِ
|
تَبَارَكَ اللهُ ما وحْيٌ
بِمُكْتَسَبٍ
|
وأَطْلَقَتْ أرِباً مِنْ رِبْقَةِ
اللَّمَمِ
|
كَمْ أبْرَأْتَ وَصِباً باللَّمْسِ
راحَتُهُ
|
حتى حَكضتْ غُرَّةَ في الأعْصُرِ
الدُّهُمِ
|
وأحْيَتِ السُنَّةُ الشَهْبَاءُ
دَعْوتُهُ
|
سَيْبٌ مِنَ اليَمِّ أَوْ سَيْلٌ
مِنَ العَرِمِ
|
بعارِضٍ جادَ أَوْ خِلْتَ البِطاحَ
بها
|
ظُهورَ نارِ القِرَى لَيْلاً عَلَى
عَلَمِ
|
دَعْنِي وَوَصْفِي آياتٍ لهُ
ظَهَرَتْ
|
وَليسَ يَنْقُصُ قَدْراً غيرَ
مَنْتَظِمِ
|
فالدُّرُّ يَزدادُ حُسْناً وَهْوَ
مَنْتَظِمٌ
|
ما فيهِ مِنْ كَرَمِ الأخلاقِ
والشِّيَمِ
|
فما تَطَاوَلُ آمالُ المَدِيحِ إلى
|
قَدِيمَةٌ صِفَةُ المَوصوفِ
بالقِدَمِ
|
آياتُ حَقٍّ مِنَ الرَّحْمنِ
مُحْدَثَةٌ
|
عَنِ المعادِ وعَنْ عادٍ وعَنْ
إرَمِ
|
لَمْ تَقْتَرِنْ بِزمانٍ وَهْيَ
تُخْبِرُنا
|
مِنَ النَّبِيِّينَ إذْ جاءَتْ
ولَمْ تَدُمِ
|
دامَتْ لَدَيْنا فَفاقَتْ كلَّ
مُعْجِزَةٍ
|
لذِي شِقاقٍ وما تَبْغِينَ مِنْ
حَكَمِ
|
مُحَكَّماتٌ فما تُبْقِينَ مِنْ
شُبَهٍ
|
أَعُدَى الأعادي إليها مُلْقِيَ
السَّلَمِ
|
ما حُورِبَتْ قَطُّ إلاَّعادَ مِنْ
حَرَبٍ
|
رَدَّ الغَيُورِ يَدَ الجَاني عَنِ
الحُرَمِ
|
رَدَّتْ بَلاغَتُها دَعْوَى
مُعارِضِها
|
وفَوْقَ جَوْهَرِهِ فِي الحُسْنِ
والقِيَمِ
|
لها مَعانٍ كَمَوْجِ البَحْرِ في
مَدَدٍ
|
ولا تُسامُ عَلَى الإكثارِ
بالسَّأَمِ
|
فما تُعَدُّ وَلا تُحْصى
عَجَائِبُها
|
لقد ظَفِرتَ بِحَبْلِ اللهِ
فاعْتَصِمِ
|
قَرَّتْ بها عَيْنُ قارِيها
فَقُلْتُ لهُ
|
أَطْفَأْتَ نارَ لَظىً مِنْ
وِرْدِها الشَّبِمِ
|
إنْ تَتْلُها خِيفَةً مِنْ حَرِّ
نارِ لَظىً
|
مِنَ العُصاةِ وقد جاءُوهُ
كَالحُمَمِ
|
كَأَنَّها الحَوْضُ تَبْيَضُّ
الوجوهُ به
|
فالقِسْطُ مِنْ غَيرها في الناسِ
لَمْ يَقُمِ
|
وَكَالصَِراطِ وكالمِيزانِ
مَعْدِلَةً
|
تَجاهُلاً وهْوَ عَيْنُ الحاذِقِ
الفَهِمِ
|
لا تَعْجَبَنْ لِحَسُودٍ راحَ
يُنْكِرُها
|
ويُنْكِرُ الفَمُّ طَعْمَ الماءِ كم
سَقَمٍ
|
قد تُنْكِرُ العيْنُ ضَوْءَ
الشِّمْسِ من رَمَدٍ
|
سَعْياً وفَوْقَ الأَيْنُقِ
الرُّسُمِ
|
يا خيرَ منَ يَمَّمَ العافُونَ
ساحَتَهُ
|
وَمَنْ هُوَ النِّعْمَةُ العُظْمَى
لِمُغْتَنِمِ
|
وَمَنْ هُوَ الآيَةُ الكُبْرَى
لَمُعْتَبِرٍ
|
كما سَرَى البَدْرُ في داجٍ مِنَ
الظُّلَمِ
|
سَرَيْتَ مِنْ حَرَمٍ لَيْلاً إلَى
حَرَمٍ
|
مِنْ قَابِ قَوْسَيْنِ لَمْ
تُدْرَكْ وَلَمْ تُرَمِ
|
وَبِتَّ تَرْقَى إلَى أنْ نِلْتَ
مَنْزِلَةً
|
والرُّسْلِ تَقْدِيمَ مَخُدُومٍ
عَلَى خَدَمِ
|
وَقَدَّمتْكَ جَميعُ الأنبياءِ بِها
|
في مَوْكِبِ كُنْتَ فيهِ صاحِبَ
العلَمِ
|
وأَنْتَ تَخْتَرِقُ السَّبْعَ
الطَّباقَ بهِمْ
|
مِنَ الدُّنُوِّ وَلا مَرْقَىً
لِمُسْتَنِمِ
|
حتى إذا لَمْ تَدَعْ شَأْوَاً
لِمُسْتَبِقٍ
|
نُودِيتَ بالرَّفْعِ مِثْلَ
المُفْرَدِ العَلَمِ
|
خَفَضْتَ كلَّ مَقامِ بالإِضافَةِ
إذْ
|
عَنِ العُيُونِ وَسِرٍّ أَيِّ
مُكْتَتِمِ
|
كَيْمَا تَفُوزَ بِوَصْلٍ أَيِّ
مُسْتَتِرٍ
|
وَجُزْتَ كلَّ مَقامٍ غيرَ
مُزْدَحَمِ
|
فَحُزْتَ كلَّ فَخَارٍ غَيْرَ
مُشْتَرَكٍ
|
وعَزَّ إدْرَاكُ ما أُولِيتَ مِنْ
نِعَمِ
|
وَجَلِّ مِقْدَارُ ما وُلِّيتَ مِنْ
رُتَبٍ
|
مِنَ العِنَايَةِ رُكْناً غيرَ
مُنْهَدِمِ
|
بُشْرَى لَنَا مَعْشَرَ الإِسِلامِ
إنًّ لنا
|
بأَكْرَمِ الرُّسْلِ كُنَّا
أَكْرَمَ الأُمَمِ
|
لَمَّا دَعا اللهَ داعِينا
لَطَاعَتِهِ
|
كَنَبْأَةٍ أَجْفَلَتْ غَفْلاً مِنَ
الغَنَمِ
|
راعِتْ قلوبَ العِدا أَنباءُ
بِعْثَتِهِ
|
حتى حَكَوْا بالقَنا لَحْماً على
وَضَمِ
|
ما زالَ يَلْقاهُمَ في كلِّ
مُعْتَرَكٍ
|
أَشْلاَءَ شالَتْ مَعَ العِقْبَانِ
والرَّخَمِ
|
وَدُّوا الفِرارَ فكادُوا
يَغْبِطُونَ بهِ
|
ما لَمْ تَكُنْ مِنْ لَيالِي
الأَشْهُرِ الحُرُمِ
|
تَمْضِي اللَّيالِي وَلا يَدْرُونَ
عِدَّتها
|
بِكلِّ قَرْمٍ إلَى لَحْمِ العِدا
قَرِمِ
|
كأنَّما الدِّينُ ضَيْفٌ حَلَّ
سَاحَتَهُمْ
|
يَرْمِي بِمَوجٍ مِنَ الأبطالِ
مُلْتَطِمِ
|
يَجُرُّ بَحْرَ خَمِيسٍ فوقَ
سابِحَةٍ
|
يَسْطو بِمُسْتَأْصِلٍ لِلْكُفْرِ
مُصْطَلِمِ
|
مِنْ كلِّ مُنْتَدِبٍ للهِ
مُحْتَسِبٍ
|
مِنْ بَعْدِ غُرْبَتِها مَوْصُولَةَ
الرَّحِمِ
|
حتَّى غَدَتْ مَلَّةُ الإسلامِ
وهِيَ بِهِمْ
|
وخيرِ بَعلٍ فَلَمْ تَيْتَمْ وَلَمْ
تَئِمِ
|
مَكْفُولَةً أَبَداً مِنهمْ
بِخَيْرِ أَبٍ
|
ماذا رأى مِنْهُمُ في كلِّ
مُصطَدَمِ
|
همُ الجِبالُ فَسَلْ عنهمْ
مُصادِمَهُمْ
|
فُصُول حَتْفٍ ملهُمْ أَدْهَى مِنَ
الوَخَمِ
|
وسَلْ حُنَيْناً وسَلْ بَدْراً
وَسَلْ أُحُداً
|
مِنَ العِدا كُلَّ مُسْوَدٍّ مِنَ
اللِّمَمِ
|
المُصْدِرِي البِيضَ حُمْراً بعدَ
ما وَرَدَتْ
|
أقْلامُهُمْ حَرْفَ جِسْمٍ غَيْرَ
مُنْعَجِمِ
|
وَالكاتِبِينَ بِسُمْرِ الخَطِّ مَا
تَرَكَتْ
|
والوَرْدُ يَمْتازُ بالسِّمَى عَنِ
السَّلَمِ
|
شاكِي السِّلاحِ لهمْ سِيمَى
تُمِيِّزُهُم
|
فَتَحْسَبُ الزَّهْرَ في الأكمامِ
كلَّ كَمِي
|
تُهْدِي إليكَ رِياحُ النَّصْرِ
نَشْرَهُمُ
|
مِنْ شَدَّةِ الحَزْمِ لاَ مِنْ
شِدَّةِ الحُزُمِ
|
كأنَّهمْ في ظُهُورِ الخَيْلِ
نَبْتُ رُباً
|
فما تُفَرِّقُ بينَ البَهْمِ
والبُهَمِ
|
طارَتْ قلوبُ العِدا مِنْ
بَأْسِهِمْ فَرْقاً
|
إنْ تَلْقَهُ الأُسْدُ في أجامِها
تَجِمِ
|
ومَنْ تَكُنْ بِرَسُولِ اللهِ
نُصْرَتُهُ
|
بهِ ولا مِنْ عَدُوٍّ غيْرَ
مُنْقَصِمِ
|
ولَنْ تَرَى مِنْ وَلِيٍّ غَيْرَ
مُنْتَصِرِ
|
كاللَّيْثِ حَلَّ مَعَ الأشبالِ في
أُجَمِ
|
أحَلَّ أُمَّتَهُ في حِرزِ
مِلَّتِهِ
|
فيهِ وكم خَصَمَ البُرْهانُ مِنْ
خَصِمِ
|
كَمْ جَدَّلَتْ كلماتُ اللهِ مِنْ
جَدِلٍ
|
في الجاهِليَّةِ وَالتَّأْدِيبِ في
اليُتُمِ
|
كفاكَ بالعِلْمِ في الأُمِيِّ
مُعْجِزَةً
|
ذُنُوبَ عُمْرٍ مَضَى في الشِّعْرِ
والخِدَمِ
|
خَدَمْتُهُ بِمَدِيحٍ أسْتَقِيلُ
بِهِ
|
كأنَّني بِهِما هَدْيٌ مِنَ
النَّعَمِ
|
إذْ قَلَّدانِيَ ما تُخْشَى
عَواقِبُهُ
|
حَصَلْتُ إلاَّ عَلَى الآثَامِ
والنَّدَمِ
|
أطعتُ غيَّ الصَبَا في الحَالَتينِ
وَما
|
لَمْ تَشْتَرِ الدِّينَ بالدُّنيا
ولَمْ تَسُمِ
|
فيا خَسَارَةَ نَفْسٍ في
تِجَارَتِها
|
بَيْنَ لهُ الغَبْنُ في بَيْعٍ وَفي
سَلَمِ
|
وَمَنْ يَبِعْ آجِلاً منهُ
بِعاجِلِهِ
|
مِنَ النبيِّ وَلا حَبْلِي
بِمُنْصَرِمِ
|
إنْ آتِ ذَنْباً فما عَهْدِي
بِمُنْتَقِضٍ
|
مُحمداً وَهْوَ أَوْفَى الخَلْقِ
بالذِّمَمِ
|
فإنَّ لِي ذِمَّةً منهُ
بِتَسْمِيَتي
|
فَضْلاً وَإلاَّ فَقُلْ يا زَلَّةَ
القَدَمِ
|
إنْ لَمْ يَكُنْ في مَعادِي آخِذاً
بِيَدِي
|
أَوْ يَرْجِعُ الجارُ منهُ غيرَ
مُحَتَرَمِ
|
حاشاهُ أنْ يَحْرِمَ الرَّاجِي
مَكارِمَهُ
|
وَجَدْتُهُ لِخَلاَصِي خيرَ
مُلْتَزِمِ
|
وَمُنْذُ ألزَمْتُ أفكارِي
مَدائِحَهُ
|
إنَّ الحَيا يُنْبِتُ الأزهارَ في
الأُكَمِ
|
وَلَنء يَفُوتَ الغِنَى مِنْهُ
يَداً تَرِبَتْ
|
يَدَا زُهَيْرٍ بما أَثْنَى عَلَى
هَرَمِ
|
وَلَمْ أُرِدْ زَهْرَةَ الدُّنيا
التي اقتَطَفَتْ
|
سِواكَ عندَ حلولِ الحادِثِ
العَمِمِ
|
يا أكْرَمَ الرُّسْلِ مالِي مَنْ
أَلوذُ به
|
إذا الكريمُ تَحَلَّى باسْمِ
مُنْتَقِمِ
|
وَلَنْ يَضِيقَ رَسولَ اللهِ جاهُكَ
بي
|
وَمِنْ عُلُومِكَ عِلمَ اللَّوْحِ
والقَلَمِ
|
فإنَّ مِنْ جُودِكَ الدنيا
وضَرَّتَها
|
إنَّ الكَبَائِرَ في الغُفْرانِ
كاللَّمَمِ
|
يا نَفْسُ لا تَقْنُطِي مِنْ
زَلَّةٍ عَظُمَتْ
|
تأْتي عَلَى حَسَبِ العِصْيانِ في
القِسَمِ
|
لَعَلَّ رَحْمَةَ رَبِّي حينَ
يَقْسِمُه
|
لَدَيْكَ وَاجْعَلْ حِسابِي غَيْرَ
مُنْخَرِمِ
|
يارَبِّ وَاجْعَلْ رَجائي غَيرَ
مُنْعَكِسِ
|
صَبْراُ مَتى تَدْعُهُ الأهوالُ
يَنْهَزِمِ
|
وَالْطُفْ بِعَبْدِكَ في
الدَّاريْنِ إنَّ لَهُ
|
عَلَى النَّبيِّ بِمُنْهَلٍّ
ومُنْسَجِمِ
|
وَائْذَنْ لِسُحْبِ صلاةٍ مِنكَ
دائِمةً
|
وأطْرَبَ العِيسَ حادي العِيسِ
بِالنَّغَمِ
|
ما رَنَّحَتْ عَذَباتِ البانِ ريحُ
صَباً
|
Jumat, 17 Januari 2014
أمن تذكر جيران بذي سلم
Langganan:
Posting Komentar (Atom)
Tidak ada komentar:
Posting Komentar